الجيل 17: جيلان من صانعي التغيير من أجل تحويل المستقبل

December 20, 2021
Share open/close
تم نسخ URL.

المقال المنشور في ◄الجزائر ◄مصر ◄العراق ◄الأردن ◄الكويت ◄المغرب ◄المملكة العربية السعودية ◄تونس ◄الإمارات العربية المتحدة

Gen17

 

تنتمي نادين خولي إلى عضوية “جيل 17″، وهي مبادرة من “سامسونج موبايل” وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي تسلط الضوء على القادة الشباب في جميع أنحاء العالم للمساعدة في تحقيق الأهداف العالمية السبعة عشر. وتعتبر نادين المؤسس المشارك لمنظمة “كفي بكفك” في لبنان، وتنطلق من مهمة إتاحة الفرصة للجميع بالعيش بكرامة، وتزويد المجتمعات المحلية بالاحتياجات الأساسية، مثل الغذاء والدواء والمأوى. ويمكن مشاهدة المزيد حول قصتها الملهمة هنا.

 

أما بالنسبة إلى خالد عبد الشافي، مدير المركز الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية في العاصمة الأردنية عمان، فإنه يرى أن الأهداف العالمية تمثل إمكانات مذهلة، خاصة للشباب. ويقول خالد في هذا الشأن: “يمثل الشباب في الكثير من الدول أكثر من 50% من السكان. وتوجد لديهم أفكار خلاقة، كما أنهم مبتكرون، ويرون الأشياء من منظور مختلف. وتدور “أجندة 2030″ حول المستقبل وجيل المستقبل”.

 

ويمكن أن تكون الأهداف العالمية ملهمة ورائعة بنفس القدر بالنسبة إلى عدد لا يحصى من الشباب حول العالم، لكن من أين نبدأ؟ كيف يمكن لشخص واحد أن يحدث الفرق المنشود؟

 

وكانت نادين خولي، وهي قائدة شابة من مبادرة “جيل 17” من بيروت في لبنان، قد شاركت في تأسيس “كفي بكفك”، وتم اختيارها مندوبة تنمية الشباب لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان، لذا فإنها تدرك هذا المنظور جيداً. وترى أيضاً أنه يجب على كل شاب أن يرتقي إلى مستوى التحديات لتحقيق للأهداف العالمية. وتقول: “يجب ألا يخاف الشباب من اتخاذ الخطوات الأولى. لأنه يتعين علينا قيادة التغيير الذي نتمنى أن نراه في مجتمعاتنا”.

 

وفي الآونة الأخيرة، اجتمعت نادين وخالد بالنسق الافتراضي لتبادل دوافعهم ونقديم نصائحهم للشباب في كل مكان. وفيما يلي بعض النقاط البارزة من النقاش بين جيلين من صانعي التغيير.

 

الاستفادة القصوى من الإرشاد والتوجيه

 

يعد تبادل المعرفة والدروس والخبرات، خاصة عبر الأجيال، أمراً ضرورياً لتحقيق الأهداف العالمية. فمن هو مرشدك الشخصي، وكيف ساعدك الإرشاد في الوصول إلى ما أنت عليه اليوم؟

 

نادين: والدي هو مرشدي، كما يوجد لدي العديد من المرشدين هنا في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. ومع ذلك، حتى لو كان لدى الشاب موجهون جيدون، فإن كل شيء يعتمد عليك، لتحديد مقدار النجاح الذي تودّ تحقيقه في حياتك، ومدى استعدادك لتحقيق التغيير؟ إن الحصول على المشورة شيء مهم، ولكن يجب عليك أن تسأل نفسك، “كيف سأطبق هذه النصيحة على حياتي؟”.

 

خالد: بالنسبة إلي كان والدي مرشدي أيضاً. وعلى عكس جميع إخوته الذين غادروا للعيش في الولايات المتحدة، بقي والدي الذي كان يعمل جراحاً، ولكن أصبح لاحقاً سياسياً في غزة تحت الاحتلال. ومنحني الروح والقوة للعودة إلى غزة، والعمل هناك لمدة 15 عاماً بعد أن سافرت للخارج من أجل التعليم. لقد كان والدي واحداً من أربعة أطباء في ذلك الوقت لخدمة مئات الآلاف من الأشخاص. وكان الأطباء ينتقلون من منزل إلى منزل لعلاج حالات الطوارئ، الأمر الذي سمح له بالحصول على رؤية حقيقية للغاية للكثير من التحديات التي يواجهها الناس في المجتمع، من الفقر إلى التعليم. وقادته تلك الظروف إلى السياسة لمحاولة المساعدة في تغيير الأشياء. وحفزتني شجاعته على إيجاد طرق للمساعدة أيضاً.

 

أخذ زمام المبادرة

 

كما هي الحال بالنسبة إلى العديد من الأزمات، لا يزال صدى “انفجار 2020” في بيروت يتردد في المجتمع المحلي، حتى في ظل استمرار الاهتمام العالمي. فما هي نصيحتك للشباب الذين يشهدون مأساة بهذا المستوى، ويعملون على دعم عملية التعافي وسط التداعيات المستمرة – مثلما تفعل مبادرة “كفي بكفك”؟

 

خالد: ذهبت إلى بيروت بعد يومين من الانفجار، ورأيت الدمار، وظهرت حالة من العجز التام. لكن ما منحني الأمل هو أن الشباب لم ينتظروا المنظمات لمساعدتهم، ولم ينتظروا المساعدة من الحكومات، بل نزلوا إلى الشوارع، واجتمعوا وبدأوا بإطلاق مبادرات مبتكرة. لذا .. يمكنني مخاطبة الآخرين بالقول، كن مثالاً يحتذي به الآخرون. لقد فتح الشباب في لبنان الطريق للآخرين للمساهمة والتعامل بجدية أكبر مع التحديات. وكانت رؤية ذلك لحظة لا تنسى في مسيرتي المهنية.

 

نادين: هذا صحيح. حتى الآن، لا نزال نفتقر إلى الموارد الأساسية في لبنان. وفي الآونة الأخيرة، كنت أتناول الغداء في الخارج وسط بيروت، ورأيت أنه لم يتغير شيء منذ أكثر من عام. ولا يزال الزجاج على الأرض، بل إن قلوبنا المحطمة لا تزال منهارة على الأرض. وهذا هو التحدي الرئيسي الذي لا نزال نواجهه.

 

ومع ذلك .. فإنني أؤمن بالتغيير وأحب بلدي وشعبي. ويتعين على الشباب البحث عن الخبرات والتعليم، وتطبيق ذلك في بلداننا. وينبغي علينا تنفيذ أفكار جديدة، واستخدام أصواتنا للتعبير عن للتغيير ودعمه، وألا نفقد الأمل أبداً.

 

التحول من خلال التكنولوجيا

 

التكنولوجيا ضرورية لتحقيق الأهداف العالمية ليس فقط من أجل التعليم والتوعية، ولكن أيضاً لربط الناس حول العالم. كيف أثرت التكنولوجيا على عملك؟

 

خالد: لقد حققت التكنولوجيا تحولاً كلياً في العمل الذي يمكننا القيام به. وعند وقوع أي كارثة، نجدد أن التكنولوجيا تسمح لنا بمسح الأضرار وربط الناس على الأرض بشكل أسرع. وتوفر التكنولوجيا الكثير من الفرص التي كانت تستغرق شهوراً أو سنوات لتحقيقها. وأظهرت جائحة “كوفيد – 19” أن الكثيرين من الناس يعانون، لأنهم لا يتمتعون بنفس فرص الوصول إلى التعلم الافتراضي والرعاية الصحية وغير ذلك. ولهذا السبب يجب أن تصبح التكنولوجيا جزءاً أكبر من العمل الذي نقوم به لزيادة فرص الوصول إلى الخدمات والاحتياجات الأساسية.

 

نادين: أحدثت التكنولوجيا ثورة، وساعدتني في المجاهرة بصوتي ونقل رسالتي إلى العالم أجمع. إنها تساعدني على التواصل مع الموجهين والمنظمات والمشاريع المماثلة حول العالم للتعريف بما أقوم به. ومن شأن هذه الاتصالات التي تبدأ عبر الإنترنت أن تساعد الشباب على اكتساب المزيد من الثقة والمصداقية والتمكين.

 

مضاعفة التأثير

 

يكون الشباب في العادة مدفوعين بالعاطفة، كما أنهم مستعدون لفعل ما قامت به الأجيال من صانعي التغيير من قبلهم، وتحويل العالم بوتيرة ونطاق لم نشهده من قبل. ما هي رسالتك للشباب الذين سيصنعون المستقبل؟

 

خالد: عندما أنظر إلى الشباب وتطلعاتهم، أحب أن أستمع إليهم، وليس أن أقول لهم ماذا أفعل. وعندما كنت أعمل في غزة قبل 13 عاماً، كنا نقدم مهارات الكمبيوتر وبرامج التخطيط الاستراتيجي للشباب. وقال لي أحد المشاركين يوماً: “لماذا تعلمنا دائماً هذه الأشياء نفسها؟” لذا سألت عما يريدون بدلاً من ذلك.واقترح تنظيم بطولة شطرنج، أو المساعدة في بناء ملعب”.

 

في مثل تلك اللحظة، يجب علينا أن نقر بشيء ما. ففي الوقت الذي يتوجب علينا كمنظمات دولية تمكين الشباب، يجب أن يحددوا لأنفسهم ما يريدون القيام به. ويتمثل دورنا في توفير منصة لهم للازدهار والتواصل مع الحكومات والمجتمع المدني والمشرعين والقطاع الخاص .. وما إلى ذلك.

 

نادين: عطفاً على ذلك، فإن ما أراه هو أن جيل الشباب يتصرف بطريقة عفوية. إننا نحب المغامرة، كما أننا مليئون بالطاقة، ونتطلع دائماً إلى التعلم وتطبيق شيء جديد لحل التحدي. ونمتلك الشجاعة والفضول والتفاؤل. أما الشيء المهم فهو أننا نرى حيوية الشباب، ويمكنهم الازدهار والابتكار وقيادة الواقع الجديد الذي نحتاج إليه كل يوم.

 

لكننا بحاجة إلى الدعم من القطاعين العام والخاص والعاملون في السلطة. وعندما يدعموننا ويستمعون إلى أصواتنا، فإنهم يمكّنون الشباب من بلدانهم والعالم بأسره. إن ما نقوم به على المستوى المحلي يتحول إلى مخطط لمستقبل أفضل في كل مكان. ويجب أن يعرف جيلي المزيد عن الأهداف العالمية كل يوم، وأن يتخذ القرارات لفعل شيء ما. ولا يمكننا أن ننتظر العالم ليقرر بالنيابة عنا.

 

Generation17

 

الموارد الصحفية > المقالات

الشركة > مواضيع أخرى

للاستفسارات الإعلامية ، يرجى التواصل عبر : MENAnews@Samsung.com

اطلع على أحدث القصص حول سامسونج

اعرف المزيد
الأعلى