برنامج Samsung Innovation Campus بالمغرب: تجربة تربوية تُعزز كفاءات التعليم الرقمي وتفتح آفاقاً جديدة للمتعلمين

في ظل التحولات الرقمية المتسارعة، يبرز برنامج “Samsung Innovation Campus” (SIC) كنموذج رائد في دعم التعليم التكنولوجي بالمغرب. ويعد هذا البرنامج ثمرة شراكة بين شركة سامسونج ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بهدف تمكين أستاذات وأساتذة مادة المعلوميات، وكذا التلميذات والتلاميذ، من اكتساب مهارات المستقبل.

ويرتكز البرنامج على تقديم تكوينات معمقة في مجال البرمجة المعلوماتية والذكاء الاصطناعي، بما يعزز جاهزية المشاركين لمتطلبات الاقتصاد الرقمي وسوق الشغل المستقبلية.

في السنوات الأخيرة، استفاد مئات الأساتذة من مختلف جهات المملكة من تكوينات إشهادية معمقة في لغة بايثون. وقد مكّن ذلك من تعزيز قدراتهم التربوية ومواكبة التحولات الرقمية، مع ما يترتب عن ذلك من أثر إيجابي مباشر على المتعلمين.

من بين التجارب البارزة التي تؤكد فعالية هذا البرنامج، تجربة ثانوية مولاي الحسن التأهيلية التابعة لمديرية بولمان، تحت إشراف الأستاذ عبد القادر لطرش، الذي واكب تلميذيه عدنان الماحي وياسر كعزوز للمشاركة في المسابقة الوطنية للبرمجة بلغة بايثون، حيث أحرز الفريق الرتبة الثانية على الصعيد الوطني.

“كانت تجربة فريدة ومليئة بالتحديات. منذ البداية، كان علينا تحويل أفكار مجرّدة إلى شيفرة برمجية فعلية، وهو ما تطلّب منا جهداً جماعياً وتفكيراً ممنهجاً. تقسيم المهام بين أفراد الفريق، وتصحيح الأخطاء، والتعلّم المشترك، كل ذلك ساهم في بناء تجربة تعليمية عميقة وغنية”، يقول الأستاذ لطرش.

وأضاف: “برنامج Samsung Innovation Campus مكّننا كأساتذة من تعزيز مهاراتنا التقنية في البرمجة، ونقل هذه المعارف إلى تلاميذتنا بشكل فعّال. لاحظنا تأثيراً إيجابياً مباشراً على أدائهم، ليس فقط في مجال المعلوميات، بل حتى في مادّة الرياضيات بفضل تطوير التفكير المنطقي لديهم”.

كما عبّر الأستاذ عن أمله في تطوير هذا البرنامج مستقبلاً ليشمل مجالات أوسع وأكثر تعقيداً: “نطالب بتكثيف التكوينات في مجال الذكاء الاصطناعي، لأنه السبيل لمواكبة التطورات التقنية العالمية، وتمكين الجيل الصاعد من توظيف هذه التقنيات في حل المشكلات الحقيقية.”

رؤية متجددة للتعليم الرقمي

برنامج SIC لا يقتصر فقط على نقل المعارف، بل يهدف إلى إعادة صياغة العلاقة بين المتعلم والتكنولوجيا داخل القسم. بدعم من الأكاديميات الجهوية والمديريات الإقليمية، أصبحت المؤسسات التعليمية المغربية منفتحة على نماذج تعليمية حديثة تدمج المهارات الرقمية كعنصر أساسي في المنهاج.

جهود الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس-مكناس، والمديرية الإقليمية لبولمان، كانت واضحة في مواكبة هذا التوجه. فقد وفرت البيئة المناسبة للتكوين، وشجعت الأطر التربوية على الانخراط في هذا النوع من البرامج.

نحو تعميم النموذج

نجاح تجربة ثانوية مولاي الحسن التأهيلية يعكس الإمكانات الكبيرة التي يحملها برنامج Samsung Innovation Campus، حين يلتقي التكوين الجاد مع التحفيز والدعم المؤسسي. وهو ما يدفع العديد من المهتمين بالشأن التربوي إلى المطالبة بتوسيع هذه المبادرات وتعميمها على باقي المؤسسات التعليمية، في سبيل بناء مدرسة رقمية مغربية تواكب تحديات العصر.

“نأمل أن تستمر هذه المبادرات النوعية التي تفتح آفاقاً جديدة أمام شبابنا، وتُسهم في تكوين جيل مبدع، واثق من قدراته، ومُتمكن من أدوات العصر الرقمي.” يقول الأستاذ لطرش.