تجربة صوتية سينمائية في منزلك.. تعرّف على روّاد الجيل التالي من تقنية الصوت ثلاثي الأبعاد
المقال المنشور في ◄الجزائر ◄مصر ◄العراق ◄الأردن ◄الكويت ◄المغرب ◄المملكة العربية السعودية ◄تونس ◄الإمارات العربية المتحدة
تُسهم جودة الصوت العالية في دور رئيس وحاسم إلى جانب جودة الصورة الممتازة؛ لتقديم تجربة مشاهدة شاملة سواء حينما يتعلّق الأمر بالاستمتاع بمشاهدة الأفلام والألعاب الرياضية أو الأحداث المباشرة وغيرها. ويستثمر قادة الصناعة بشكل مستمرّ في تطوير تقنية الصوت ثلاثي الأبعاد للارتقاء بهذه التجربة إلى مستويات وآفاق جديدة، وتوفير بيئة صوتيّة غامرة للتجارب الترفيهيّة، مما يجعل مشاهد الحركة أكثر إثارة، مع التقاط أدق تفاصيل أصوات البيئة المحيطة بالمشهد الذي يتمّ تصويره وبالتالي تعزيز التجربة الحسيّة بشكل واقعي وجّذاب.
يخلق الصوت ثلاثي الأبعاد إحساسًا بأن المستمعين منغمسون في تفاصيل الحدث. وقد أصبحت تقنية الصوت ثلاثي الأبعاد، التي كانت موجودة فقط في أماكن محددة مثل دور السينما أو استوديوهات التسجيل؛ متاحة للاستخدام المنزلي، مما يوفر للمشاهدين طريقة جديدة للاستمتاع بالمحتوى المفضل لديهم.
ويسعى معهد سامسونج للبحث والتطوير منذ العام 2020 إلى تعزيز حضور وانتشار تقنية الصوت ثلاثي الأبعاد، ولتحقيق هذه الغاية، عملت سامسونج مع Google لتطوير تقنية نموذج وتنسيقات الصوت الغامرة (IAMF) وهي تقنية صوتية مكانية ثلاثية الأبعاد ومتقدمة تم اعتمادها من قبل تحالف الوسائط المفتوح (AOM) [1]في أكتوبر 2023. وكانت غرفة أخبار سامسونج قد عقدت اجتماعاً مع الفريق الذي قام بتطوير هذه التقنية للوقوف على حيثيات وأسرار صناعتها.
أسلوب جديد للاستمتاع بالصوت ثلاثي الأبعاد في المنزل
تنتشر الضوضاء المحيطة في كلّ مكان، ويمكن أن تكون على أشكال عديدة، سواء عبر صوت الخطوات على الرصيف أو أصوات السيارات التي تسير على الطرقات، وفي الوقت الذي تبدو فيه هذه الأصوات غير ضرورية في الوسائط المتعدّدة؛ إلا أنها تعتبر ذات أهمية كبيرة لإضفاء أجواء من الشعور بالواقعيّة. ويعمل الصوت ثلاثي الأبعاد على دمج الضوضاء المحيطة بسلاسة مع المحادثات والمؤثرات الصوتية الأخرى لخلق تجربة ترفيهية أكثر حيوية وواقعيّة.
وقال ووهايون نام من فريق التكنولوجيا المرئية في مركز سامسونج للبحث والتطوير: “يُضفي الصوت ثلاثي الأبعاد واقعيّة حسيّة تجعلك تشعر كما لو كنت في قلب الحدث من خلال ضبط قوة الصوت وحركته وحيويته. وبهذه الطريقة، يستطيع المشاهدون الاستمتاع بصوت أكثر شمولاً يلتقط الجوانب ثلاثية الأبعاد للمشاهد من حولنا”.
وعلى الرغم من مزايا الصوت ثلاثي الأبعاد، إلا أنه كان من الصعب تطبيق التكنولوجيا على أجهزة الصوت المنزلية بسبب القيود التكنولوجية. وقال سونغ هي هوانغ من فريق التكنولوجيا المرئية في مركز سامسونج للبحث والتطوير: “لا يمكن تفسير المعلومات الصوتية ثلاثية الأبعاد الواردة من المحتوى بشكل صحيح بواسطة أنظمة الصوت المنزلية مثل مكبرات الصوت في التلفزيون أو أشرطة الصوت، مما يؤدي إلى تجربة صوتية محدودة قليلاً تفتقر إلى الكثير من تفاصيل المحتوى الأصلي”.
في حين قال ووهايون نام: “لمعالجة هذا التحدّي، عملت سامسونج مع Google لتطوير حل صوتي يسمح للمشاهدين بتجربة المحتوى الصوتي على النحو المأمول. فإذا كان بإمكان الشركات المصنعة للأجهزة قراءة البيانات الصوتية ثلاثية الأبعاد، فيمكنها إذن ضبط الصوت في الأجهزة الصوتية، مما يسمح بتجارب صوتية غامرة مع مكبرات صوت التلفزيون القياسية أو أشرطة الصوت في المنزل. ومن خلال ضبط الصوت ليتناسب مع بيئة الجهاز المنزلي، يمكن للمستمعين تجربة الصوت تمامًا كما أراد المُنتج دون أي تشوهات في الصوت أو تأثير على الجودة”.
وتبرز هنا الحاجة إلى وجود معيار موحّد لإرسال واستقبال البيانات الصوتيّة بين صنّاع المحتوى والشركات المصنّعة للأجهزة. وقال جيونغ هون بارك، نائب الرئيس التنفيذي ورئيس فريق التكنولوجيا المرئيّة في مركز سامسونج للبحث والتطوير: “ساهمت الخبرة التي تتمتع بها كلّ من سامسونج وجوجل في الأجهزة والمحتوى؛ في تعزيز شراكتيهما لإنشاء تقنية نموذج وتنسيقات الصوت الغامرة IAMF. ومن خلال التعاون معًا لتطوير هذه التكنولوجيا غير المسبوقة، فإننا نُتيح للمستهلكين الاستمتاع بتجارب صوتية ثلاثية الأبعاد في منازلهم”.
ثلاث خصائص لتقنية نموذج وتنسيقات الصوت الغامرة IAMF : الصوت الرأسي، والصوت القائم على الذكاء الاصطناعي، والصوت المخصص
توفر تقنية نموذج وتنسيقات الصوت الغامرة IAMF ثلاث خصائص مميزة تعمل على تحسين تجربة الصوت.
- التعبير الصوتي الرأسي
اقتصرت برامج الترميز الصوتية مفتوحة المصدر السابقة على دعم التعبير الصوتي الأفقي فقط، ومع تقنية نموذج وتنسيقات الصوت الغامرة IAMF، تتوفر الآن إمكانية التعبير الصوتي الرأسي بحيث يصبح الصوت متعدد الاتجاهات بشكل متزايد. وقال ووهايون نام: “تجعل تقنية IAMF الصوت أكثر واقعية، من خلال إتاحة استماع الصوت أمام المستمع أو خلفه أو من الجانبين، وأيضًا من فوقه أو أسفل منه. وعلى هذا النحو، عندما يتم تطبيق تقنية IAMF على مكبرات صوت التلفزيون المنزلي ومكبرات الصوت الأخرى، يُمكن للمستمعين سماع أصوات مثل أصوات الطيور التي تحلق فوق رؤوسهم على أجهزة التلفزيون الخاصة بهم في المنزل.”
- تحليل المشهد القائم على الذكاء الاصطناعي والمؤثرات الصوتية ثلاثية الأبعاد
تستخدم تقنية نموذج وتنسيقات الصوت الغامرة IAMF الذكاء الاصطناعي وتقنية التعلم العميق لتحليل المشاهد والتأكيد على جوانب معينة من المحتوى، وضبط مستويات الصوت للحصول على صوت مُحسّن طوال تجربة المشاهدة. ويضيف ووهايون نام: “في التلفزيون والسينما، هناك مشاهد معينة يكون فيها التركيز الرئيسي على الموسيقى التصويرية أو موسيقى الخلفية، وستعمل تقنيةIAMF على موازنة الصوت في هذه الحالات. كما ستقوم التكنولوجيا بضبط الصوت عندما يكون هناك حوار بين الشخصيات للسماح للمستمع بالتركيز على المحادثة”.
بالإضافة إلى ذلك، توفر تقنية IAMF صوتًا مثاليًا على الرغم من التغيرات في بيئة الجهاز. وقال: “من خلال ضبط البيانات الصوتية لتحليل المشهد وفقًا لبيئة الجهاز، تتيح تقنية IAMF للمستمعين الاستمتاع بجودة الصوت الأصلية للمحتوى على أجهزة التلفزيون المنزلية”.
- صوت مخصص للغاية
سيتمكن المستخدمون من ضبط وتخصيص الصوت بحرية وفقًا لتفضيلاتهم باستخدام تقنية IAMF. وسواء كان المشاهدون يرغبون بتضخيم المؤثرات الصوتية لمشهد الحركة أو تعزيز جودة ووضوح الحوار، فإن IAMF تمنحهم المرونة لتخصيص المحتوى الصوتي للحصول على تجربة شخصيّة.
تطبيق واسع النطاق لتكنولوجيا الصوت ثلاثي الأبعاد عبر الصناعة من خلال تقنية IAMF مفتوحة المصدر
يعد المصدر المفتوح أمرًا بالغ الأهمية لإنشاء معيار موحد عبر الصناعة، وتعتبر تقنية نموذج وتنسيقات الصوت الغامرة IAMF أول معيار لتكنولوجيا الصوت مفتوح المصدر يتبناه تحالف الوسائط المفتوح AOM مما يعني أن صنّاع المحتوى من الشركات والمستقلين ذوي الصلة يمكنهم الوصول إلى التكنولوجيا وتوسيع استخدامها.
وقال ووهايون نام: “من أجل السماح للأفراد بإنشاء محتوى باستخدام تكنولوجيا الصوت ثلاثي الأبعاد، يجب أن تكون التكنولوجيا ذات الصلة مفتوحة للجميع. إن توفير إطار كامل مفتوح المصدر للصوت ثلاثي الأبعاد، بدءًا من الإنشاء وحتى التسليم والتشغيل، سيسمح بتجارب محتوى صوتي أكثر تنوعًا في المستقبل.”
وتحدّث كذلك بارك في هذا الإطار، مسلّطاً الضوء على شكل التأثير المستقبلي لتقنية IAMF على المشهد الصوتي. وقال: “نظرًا لأننا نعيش في عصر تهيمن عليه صناعة المحتوى، فإن تقنية IAMF ستساعد في تعزيز حضور المنظومة الصوتية ثلاثية الأبعاد والارتقاء بدورها”.
التعاون مفتاح النجاح
انطلقت مساعي البحث والتطوير لتقنية نموذج وتنسيقات الصوت الغامرةIAMF في عام 2020 واستغرق استكماله ما يقرب من أربع سنوات. ومن خلال الجهود المستدامة والعمل الراسخ، تمكن الفريق من تحقيق النجاح.
وقال هوانغ: “كان العمل على المشروع متواصلاً على مدار اليوم، وأحياناً تطلّب الأمر منّا العمل ليلاً لمراعاة فارق التوقيت بيننا وبين مكتب عمل Google. وعلى الرغم من هذه التحديات، كنت فخوراً في النهاية، فقد شكّلت فرصة رائعة للعمل مع مطورين من بلدان أخرى.”
رسّخت فرق العمل في هذا المشروع علاقات عمل وثيقة ووديّة طوال فترة التعاون، نتج عنها أساس متين من الثقة المتبادلة. ويقول بارك في هذا الإطار: “أستذكر كيف وصف أحد موظفي Google الشراكة مع سامسونج بأنها شكّلت التعاون الأكثر تناغماً الذي حظي به حتى الآن. لقد تمكنا بالفعل من إنجاز هذا المشروع بفضل الثقة التي أولتها الفرق لبعضها البعض. أشعر بالفخر تجاه ذلك، وأنا في غاية الامتنان لجهود أعضاء فريقنا وتعاونهم”.
وأشاد بارك بالمهارات والخبرات الفريدة التي يتمتع بها أعضاء الفريق، والتي ساهمت في تطوير تقنية نموذج وتنسيقات الصوت الغامرة IAMF . وقال: “لعب ووهيون نام دورًا أساسيًا في اقتراح أفكار تطوير التقنية، في حين قام سونغ هي هوانغ بتنظيم وتوثيق أفكار فريقنا بطريقة واضحة وسلسة”.
رؤية “صوتيات سامسونج”
في أعقاب إصدار تقنية نموذج وتنسيقات الصوت الغامرة IAMF؛ أدرك فريق مركز سامسونج للبحث والتطوير أن توحيد الصوت المكاني ثلاثي الأبعاد يمثل حقبة جديدة من تكنولوجيا الصوت.
وقال نام: “مهّدت تقنية IAMF الطريق أمامنا لاستكشاف مجموعة من التقنيات الصوتية الجديدة، والتي يُمكن أن تفتح إمكانات جديدة وواسعة في هذا الإطار”. وتماشيًا مع ذلك، يعمل فريق مركز سامسونج للبحث والتطوير حاليًا على تطوير نسخة متقدمة من تقنية IAMF التي يمكن تطبيقها على قطاعات مختلفة مثل الأجهزة المحمولة، وألعاب الفيديو، وغيرها.
يعدّ النجاح الذي حققته تقنية IAMFبمثابة حافز لفريق مركز سامسونج للبحث والتطوير، دفعهم نحو تطوير تقنيات صوتيّة محسّنة من شأنها تعزيز تجربة المستهلكين. وقد عبّر أعضاء الفريق عن تطلعاتهم لتشكيل مستقبل الصوت ثلاثي الأبعاد.
أعرب نام عن تطلّعه لتطوير وتعزيز حدود تكنولوجيا الصوت إلى أبعد من ذلك. وقال: “أسعى نحو إنشاء تقنية صوتية ثلاثية الأبعاد أكثر تقدمًا، توفّر للمستخدمين تجربة غامرة للغاية بشكل يجعلهم يشعرون وكأنهم حقًا جزء من المحتوى سواء كان مشهداً من فيلم أو برنامجاً تلفزيونياً أو حدثاً مباشراً. وآمل أيضًا مواصلة سلسلة الأبحاث حتى يتم تطبيق الصوت ثلاثي الأبعاد على هواتف سامسونج الذكية.”
في حين شارك هوانغ طموحه الأوسع في أن تتمكن سامسونج من تطوير تقنيات صوتية فريدة، تضعها بين روّاد شركات الصوت الأخرى. وقال: “أهدف إلى تطوير تقنية يُمكن للمستخدمين التعرّف عليها بسهولة باسم (صوتيات سامسونج). أنا متفائل بأن معيار IAMF هو نقطة انطلاق نحو تحقيق هذا الهدف.”
بدوره قال بارك: “آمل أن تمكّن تقنية الصوت من سامسونج المستهلكين من الاستمتاع بتجربة صوتية محسّنة وفي مستوى مماثل للتجارب المرئية الحالية. وأتمنى أن يوظّف صنّاع المحتوى تقنية الصوت من سامسونج لتسهيل الوصول إلى المحتوى الصوتي ثلاثي الأبعاد. كما نهدف إلى تهيئة بيئة داعمة تمكن الباحثين من المضي قدماً في المبادرات الطموحة مثل توسيع تكنولوجيا الصوت من سامسونج”.
ستساهم المعايير التكنولوجية الجديدة مثل تقنية نموذج وتنسيقات الصوت الغامرة IAMF في توفير تجربة ترفيهيّة فريدة للمشاهدين بشكل واسع النطاق. ويعمل فريق مركز سامسونج للبحث والتطوير على تمهيد الطريق للابتكارات التي من شأنها أن تحدث ثورة في مستقبل الصوت.
[1] تحالف صناعي غير ربحي تم إنشاؤه لتطوير ومشاركة التكنولوجيا لتوصيل الوسائط المتعددة، مما يسمح للمبدعين باستخدام التكنولوجيا دون القلق بشأن التكلفة. يتم تشغيله من قبل تحالف يضم 38 شركة بما في ذلك سامسونج وGoogle وAmazon وApple وMeta .
الشركة > التكنولوجيا
للاستفسارات الإعلامية ، يرجى التواصل عبر : MENAnews@Samsung.com