[مقابلة] رحلة بين الذاكرة والأسطورة: باسم مجدي و Samsung Art TV
المقال المنشور في ◄الجزائر ◄مصر ◄العراق ◄الأردن ◄الكويت ◄المغرب ◄المملكة العربية السعودية ◄تونس ◄الإمارات العربية المتحدة
"الزمن والذاكرة والتاريخ.. يجب دائمًا إعادة النظر فيهم وطرح التساؤلات حولهم، والفن يمنحنا الحرية لفعل ذلك بلا قيود"
باسم مجدي، فنان مصري عالمي صاحب رؤية مبتكرة، يمزج في أعماله بين الصور الحالمة والسرديات الفلسفية العميقة. ومن خلال التصوير الفوتوغرافي المركّب والمشاهد البصرية النابضة بالحياة وغير المألوفة، يدعو مجدي المشاهدين إلى دخول عوالم تتشكّل من الذاكرة والأساطير ورؤى عن المستقبل. والآن، تُعرض أعماله عبر ‘Samsung Art Store’ ضمن مجموعة ‘Art Basel in Basel’، حيث يقدّم بأسلوبه الفريد لحظات من التأمل في تفاصيل الحياة اليومية.
وتُعيد أعمال مجدي تخيّل المساحات المنزلية كبوابات نحو المستقبل وذكريات شاعرية. ومع توافرها حصريًا على أجهزة تلفزيون سامسونج الفني، تمزج هذه الأعمال بين الفن والأجواء المحيطة لتقدّم تجربة تضاهي صالات العرض الفنية داخل المنزل. كما تكشف الألوان المعتمدة من الخبراء كل تفاصيل الصور المركبة والتقنيات التجريبية التي يستخدمها، ما يعزز التفاعل ويفتح المجال لنقاش. وفي هذا السياق، أجرت غرفة أخبار سامسونج حوارًا مع مجدي لاستكشاف رحلته الإبداعية وقوة الفن في إحداث تغيير في الحياة اليومية.

الفنان باسم مجدي في جناح ‘Samsung ArtCube’ خلال معرض ‘Art Basel’ في مدينة بازل.
شراكات، حضور، وآفاق جديدة
س: كيف ساهم معرض ‘Art Basel’ الذي يُقام في بازل في مسيرتك الفنية؟
على مدار أكثر من عقد، لم أفوّت ولو لمرة واحدة حضور معرض ‘Art Basel’الذي يُقام سنوياً، ولا يزال بالنسبة لي واحدًا من أكثر الفعاليات الفنية إلهامًا وتشويقًا. ومن أبرز محطاته كان عرض عمل فوتوغرافي ضخم في قسم ‘Art Basel Unlimited’ في عام 2022.
وفي هذا العام، وبالتزامن مع عرض أعمالي في جناح ‘Samsung ArtCube’، أعرض أيضًا أعمال تصوير فوتوغرافي بتقنيات جديدة من خلال صالة Gypsum Gallery (القاهرة)، ولوحات فنية عبر صالة hunt kastner (براغ).

رائدٌ عابرٌ للمجرّات يقودنا إلى مأوى كهفيّ تسوده روح التعاطف وتزدان فيه فضيلة التواضع
س: ما الذي قاد إلى شراكتك مع ‘Samsung Art Store’ خلال نسخة هذا العام من معرض ‘Art Basel’ في بازل؟
كانت بداية الشراكة بسيطة، فقد شدّتني فكرة أن تكون أعمالي متاحة بطريقة مختلفة، بحيث تصل إلى جمهور أوسع، ومنهم أشخاص قد لا يرتادون المعارض أو المتاحف عادةً لكن يهتمون بالفن.
إعادة التفكير في الزمن من خلال الفن
س: كيف تطوّر أسلوبك الفني ليجمع بين الطابع الخيالي والجانب الشعري؟
احتاج الأمر إلى سنوات من البحث والتجربة والرغبة في صياغة لغة بصرية تعكس شخصيتي. كان للشعر وللطريقة التي أرى بها تفاصيل الواقع دور أساسي في تكويني، ومع مرور الوقت تطوّر أسلوبي من خلال استكشاف أدوات ووسائط فنية متعددة. إن الجمع بين الخيال والشاعرية منحني مساحة لطرح أفكار جديدة وإعادة قراءة الأفكار المألوفة بطرق غير متوقعة.
س: السرد، والذاكرة، والرؤى المستقبلية هي موضوعات متكررة في أعمالك. ما الذي يدفعك للاهتمام بهذه السرديات؟
أصبحت أكثر اهتمامًا بكيفية إدراكنا للوقت، وأعتقد أن هذا الوعي يتعمّق مع التقدّم في العمر. فحين ندرك أن كل لحظة تمضي لا تعود، وأن ما ينتظرنا سيكون مختلفًا لكنه يبدو مألوفًا بشكل غريب.
ورغم أن الوقت مفهوم من صنع الإنسان، إلا أن دورته الطبيعية مثل شروق الشمس وغروبها، تُشكّل جزءًا أساسياً في حياتنا. والتاريخ بدوره يحدد كيفية فهمنا للماضي ويؤثر في طريقتنا على توثيق الذكريات، وهي عملية شخصية للغاية وغالبًا ما تُروى من منظور واحد.
وهذا ما يثير اهتمامي: ما الذي يجب توثيقه وما الذي يُعتبر غير جدير بالتوثيق؟ ماذا عن الأشخاص الذين مرّوا في هذا العالم دون أن يُذكروا أو يدوّن أي شيء عنهم؟
فن بلا قيود، وتكنولوجيا بلا حدود
س: تشمل أعمالك استخدام أفلام معالجة كيميائيًا وصوراً فوتوغرافية مركّبة. كيف تحافظ على تفاصيلها وجمالياتها عند تحويلها إلى صيغ رقمية للعرض؟
شغفي بالتجربة هو ما يدفعني للعمل عبر وسائط مختلفة، وهو نابع دائمًا من طرح الأسئلة والسعي لاكتشاف الجديد. إن تحويل الأفلام الفوتوغرافية المُعالجة كيميائيًا والتصوير المركّب إلى الشكل الرقمي كان جزءًا من هذه الرحلة، ومعه يأتي التحدي في الحفاظ على العمق والتفاصيل والبُعد الفني للعمل.

اشتهر وتميز باسم مجدي بقدرته على الجمع بين الصور الحالمة والسرديات الفلسفية الملهمة والمحفزة على التأمل.
س: مع تزايد دور التكنولوجيا في صناعة الفن وتجاربه، كيف أثر ذلك على أسلوبك الفني وتواصلك مع الجمهور؟
التكنولوجيا تتغير باستمرار، ومعها تتغير طريقتنا في رؤية العالم كله، وليس الفن فقط. اليوم نعيش التجربة بين الواقع والشاشات في الوقت نفسه. وبالنسبة لي، فإن كل ما أعيشه سواء في الحياة اليومية أو عبر الشاشة ينعكس على أعمالي تمامًا مثل الخيال.
بالنسبة لي، الفن يقول ما لا يمكن قوله بالكلمات. فالتكنولوجيا في جوهرها تقوم على أبحاث علمية تعمل وفق قواعد وأنظمة محددة، بينما الفن لا يخضع لهذه القيود. لذلك، عندما يتعامل الفنانون مع تقنيات جديدة، تكون النتائج غالبًا غير متوقعة

باسم مجدي في جناح ‘Samsung ArtCube’ خلال عرض مجموعة ‘Art Basel in Basel’ الجديدة.
من المعرض إلى الحياة اليومية
س: باتت أعمالك متاحة الآن عبر ‘Samsung Art Store’ وتصل إلى ملايين البيوت حول العالم. كيف تعتقد أن يؤثر وجودها في الحياة اليومية للناس على نظرتك إلى فنك؟
أشعر بالامتنان لهذه التجربة. فكل شخص يرى الفن من زاويته الخاصة التي تتأثر بما عاشه. أتمنى أن تصل أعمالي لجميع الناس، فبالنسبة لي، أجمل ما في الفن أنه يمنحنا لحظات للتفكير والتأمل.
س: يحوّل ‘Samsung Art Store’ الشاشة إلى معرض فني. كيف ترى اختلاف تجربة أعمالك في البيت الرقمي مقارنة بالمعارض أو المتاحف التقليدية؟
رؤية الفن في متحف أو معرض تظل التجربة المثالية، لكنها تبقى محدودة، فالعمل موجود في مكان واحد فقط، وليس بوسع الجميع السفر لمشاهدته، خصوصًا إن كان في دولة أخرى.
ويوفّر ‘Samsung Art Store’ تجربة أكثر خصوصية للتفاعل مع الفن، حيث يمكن لأي شخص أن يتفاعل مع العمل الذي يختاره بالوقت والطريقة التي تناسبه، بعيدًا عن قيود أوقات المعارض والمتاحف. كما أن المنصّة تتيح وصول الأعمال إلى جمهور قد لا تتاح له فرصة مشاهدتها في المعارض أو المتاحف.
الفن الرقمي ما زال يتطور، وكذلك أساليبنا في التفاعل معه. وأنا أتطلع إلى مستقبل يمكن فيه عرض صور مجسمة غنية بالتفاصيل في الفضاء الفارغ، وقد تضيف التجربة الرقمية للفن يومًا ما عناصر حسية مثل إمكانية ملامسة التفاصيل واستشعار الرائحة.
“من خلال ‘Samsung Art Store’ يمكن للناس الاستمتاع بالأعمال الفنية بحرية، دون الارتباط بساعات المعارض أو أماكنها”. — باسم مجدي، فنان معاصر
س: ما الذي تأمل أن يراه أو يشعر به من يكتشف أعمالك لأول مرة عبر ‘Samsung Art Store’؟
أتمنى أن تبقى أعمالي في ذاكرة من يراها وأن تترك به أثرًا يبقى معه، سواء فكرة أو إحساسًا يدعوه للتأمل. فالفن أجمل حين يعيشه كل شخص بطريقته الخاصة.
المنتجات > التلفزيون والأجهزة الصوتية
للاستفسارات الإعلامية ، يرجى التواصل عبر : MENAnews@Samsung.com